التضامن والدعم المتبادل

رؤساء الوفود الموقرون ممثلي المنظمات الشريكة،

يصادف 21 مارس الاحتفال باليوم المتوسطي ​​في منطقتنا، الذي حددته الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط ​​في عام 2008. يُعد هذا اليوم فرصة لنوابنا وشركائنا لتعزيز الوحدة فيما بينهم ومعالجة التحديات التي تواجهنا جميعا.

تشهد المنطقة الأورومتوسطية هذا العام، مثل مناطق أخرى من العالم، ذروة تفشي فيروس كورونا المستجد، خاصة دول شمال المتوسط التي أصبحت بؤرا لهذا الوباء العالمي. يؤثر هذا الوباء على كل جانب من جوانب حياتنا، بما في ذلك صحتنا، ويفرض قيودا على أعمالنا اليومية وأنشطتنا الاقتصادية والتعليمية. وفي مثل هذه الظروف الصعبة، فإن الموضوع الذي تم اختياره للتفكير في أهمية اليوم المتوسطي 2020 هو: "التضامن والدعم المتبادل" 

وفي ظل هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة التي لا تعرف حدودًا، نحتاج إلى وضع خلافاتنا ومصالحنا الوطنية الخاصة جانباً، والتركيز بدلاً من ذلك على جهودنا المشتركة لمعالجة آثار الوباء وانتشاره. نحتاج إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية لإبطاء انتشار الفيروس؛ نحتاج إلى التعاون سويا لتبادل المعلومات المهمة والمعدات الطبية؛ كما نحتاج أن نضع في اعتبارنا العواقب التي قد تتسبب للناس من حولنا من أي إجراء نقوم به حتى ولو كان فرديا. 

كما ذكرتنا ممثلة منظمة الصحة العالمية، التي خاطبت جلستنا العامة في أثينا قبل أيام قليلة فقط: تلعب البرلمانات دورا مهما في الأزمات الصحية العالمية. تخصص ميزانيات استثنائية لتمويل معالجة تلك الأزمات، تساءل الحكومات حول التزاماتها، وتتخذ الإجراءات التشريعية الطارئة المناسبة، إلى جانب مكافحة نشر المعلومات الكاذبة والأخبار المزيفة. ومن جانبها، ستوفر الجمعية منبرا للتعاون البرلماني من أجل تبادل المعلومات الرسمية وأفضل الممارسات في هذا الشأن طوال هذه الفترة. 

ستتغلب منطقتنا على هذه الأزمة من خلال التضامن والدعم المتبادل والإجراءات الفردية الواعية لكل منا. ونأمل، بمجرد أن نتصدى لهذا التحدي المشترك المتمثل في وباء كورونا، أن نستمر في التضامن سويا لمواجهة التحديات الإنسانية والأمنية والاقتصادية والسياسية العديدة في منطقتنا لجعل المنطقة الأورومتوسطية منطقة آمنة ومستقرة وصحية ومزدهرة لجميع شعوبها.

 

السفير سيرجيو بيازي

الأمين العام